ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻭﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﺣﻘﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ.
ﺇﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ
ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻫﻲ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺒﻮﺍ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ
ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺏ ﻛﺎﻣﻞ،
ﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﻘﺒﻠﻮﻫﺎ
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ": ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﻴﺎﺓ
ﻃﻴﺒﺔ" ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ.
ﺇﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﻳﺨﺘﺮﻋﻮﻥ "ﺗﻘﺪﻳﺮ
ﺍﻟﺬﺍﺕ" ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭ ﺇﻧﻤﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﻫﻢ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ. ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ
ﻭﻻﻳﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﻣﺪﻯ ﻗﻮﺓ
ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﻛﺂﺑﺎﺀ – ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ – ﻫﻲ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ
ﺃﻥ ﻳﺠﺮﺑﻮﺍ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، ﻭﺃﻥ
ﻳﺨﻄﺄﻭﺍ – ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ
– ﻭﻻ ﻳﺨﺠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻥ
ﻳﻜﺒﺮﻭﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ
ﺑﻤﺰﺍﻳﺎﻫﻢ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
– ﻭﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻧﺸﻌﺮﻫﻢ ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﻢ ﻭﺑﺄﻧﻬﻢ
ﻣﺘﻔﺮﺩﻭﻥ ﻭﺫﻭﻯ ﺳﻤﺎﺕ ﻣﻤﻴﺰﺓ
ﻭﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﺇﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ
ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ. ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ،
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻬﺪﻳﻚ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻙ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻚ ﻛﻲ
ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺎ ﻧﺠﺎﺣﻬﻢ ﻣﻊ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﻗﺪ ﻳﺤﻘﻘﺎﻥ
ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻣﻌﻚ ﺃﻳﻀﺎً.
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺏ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺃﺏ
ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﻲ ﻳﺨﻠﻖ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ
ﻟﺪﻯ ﻃﻔﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ:
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ، ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ،
ﺍﻣﺘﺪﺍﺡ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻭﺗﺪﻋﻴﻤﻪ،
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﺪﻳﺔ
ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﻫﺪﻳﺔ
"ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ" ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻃﻔﻠﻚ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ