ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ .. ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ
#ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ
ﺍﻟـﺘـﻘـﺪﻳـــــــــﺮ
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻮﺟﺪ
ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑﻤﻼﺑﺲ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻟﻮﻫﺎ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ
ﺗﺒﻌﺜﺮﺕ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ
ﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً.
ﺃﻣﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺞ
ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ
ﻣﻜﺴﻮﺭﺍً ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻣﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺻﻮﺕ
ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎً ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻌّﺐ
ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻓﻲ
ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ﻋﻦ
ﺁﺧﺮﻩ ﺑِﺎﻷﻃﺒﺎﻕ، ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺍﻷﻓﻄﺎﺭ
ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﺜﻼﺟﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ
ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻣﺴﺮﻋﺎً
ﻭﺗﺨﻄﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭ ﺃﻛﻮﺍﻡ
ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ. ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻜﺮﻭﻩ !
ﻓُﻮﺟﺊ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺒﻘﻌﺔ ﻣﻴﺎﻩ
ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻟﻴﺠﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﻒ ﻣﺒﻠﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﺗﻜﺴﻮﻩ ﺍﻟﺮﻏﺎﻭﻱ
ﻭﺗﺒﻌﺜﺮﺕ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ
ﻣﻠﻄﺨﻪ ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ.
ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻭﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﺗﻘﺮﺃ ﺭﻭﺍﻳﻪ.
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ
ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻋﺬﺑﻪ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻪ، ﻓﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ " :ﻣﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟"
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧُﺮﻯ
ﻭﻗﺎﻟﺖ" :ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻮﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﺑﺄﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻣﺎ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ
ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ... ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ
ﻋﺰﻳﺰﻱ؟"
ﻓﻘﺎﻝ " :ﺑﻠﻰ"
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟَﻪ" :ﺣﺴﻨﺎ، ﺃﻧﺎ ﻟﻢ
ﺃﻓﻌﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻛﻞ ﻳﻮُﻡ"!!
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ:
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻞ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﻳﺘﻔﺎﻧﻰ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻛﻢ
ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﻪ