طفل في المدرسة

ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ .
ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺑﻬﺠﺘﻪ ﻭﻗﻒ ﻋﺎﻣﺮ
ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺗﻌﻠﻮ
ﻣﺤﻴﺎﻫﻢ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﺃﻣﺎﻡ
ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ..
ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺣﺰﻥٍ
ﻋﻤﻴﻖ ﻳُﻈﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﺯﻓﻴﺮٍ ﻳﻄﻠﻘﻪ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻷﺧﺮ ..
ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ
ﺃﺧﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ..
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﺎﻣﺮ .. ﻫﻮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ..
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺼﺎً ﺑﻴﺪﻩ ﻳﺘﻮﻋﺪ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ..
ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺑﻌﺪ
ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ..
ﺣﻤﻞ ﻋﺎﻣﺮ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻭﻛﺄﻱ ﻃﻔﻞ ﻏﺎﺹ ﻓﻲ
ﻟﻌﺐٍ
ﻃﻮﻳﻞ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺃﻡ ﺗﻨﺎﺩﻳﻪ
ﻟﻼﺳﺘﺬﻛﺎﺭ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ..
ﻗﻀﻰ ﺟُﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺣﺘﻰ
ﺣﻞَّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ..
ﺟﺎﺀ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺠﺴﺪﻩ
ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻠﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﺷﻮﻕٍ ﻟﺤﻀﻦِ ﺃﻡٍ
ﻳﻠﻤﻪ ..
ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺃﻣﻪ ﻓﺄﻇﻠﻤﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ..
ﺇﻧﻪ ﻃﻔﻞ .. ﻓﻘﺪ ﺑﻤﻮﺕ ﺃﻣﻪ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ..
ﻧﺎﻡ ﻋﺎﻣﺮ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻳﻘﻀﻮﻩ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ
ﻷﻧﻪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ..
ﺣﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﻭﺫﻫﺐ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ..
ﻋﺎﻣﺮ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﺑﺬﺍﻙ
ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ..
ﺗﺘﺴﺎﺭﻉ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺬﺍﻛﺮ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ..
ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻋﺼﺎﻩ ..
ﺍﻗﺮﺃ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ .. ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺟﺎﺑﺮ ..
ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻧﺎﺻﺮ ..
ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﻢ
ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ..
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ..
ﻳﻘﻒ .. ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺮﺃ
ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺤﺠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ..
ﺃﺧﻄﺄ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﻲ
ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ..
ﺗﺎﺭﺓً ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﺎﺭﺓً ﺃﺧﺮﻯ
ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ..
ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺃﻣﺎﻡ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺍﻧﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺿﺮﺑﺎً
ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮُ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ..
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ
ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻌﺼﺎﻩ ..
ﻫﺮﺏ ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﻤﺮ
ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻼ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﻭﺑﻼ ﺃﻡ ﻓﺄﻱ ﺣﻀﻦٍ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ..
ﻋﺎﺩ ﻋﺎﻣﺮ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺎﺀﺍ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺒُﺮ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ
ﻗﺘﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ