ﻗﺼﺺ ﻟﻸﻃﻔﺎﺍﺍﺍﺍﻝ "
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ
ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ
ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﻠﻤﺔ، ﻣﻤﺤﺎﺓ
ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻗﻠﻢُ ﺭﺻﺎﺹٍ ﺟﻤﻴﻞ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ:ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ﻳﺎ
ﺻﺪﻳﻘﻲ؟.
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ: ﻟﺴﺖ
ﺻﺪﻳﻘﻚ! ﺍﻧﺪﻫﺸﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ
ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻤﺎﺫﺍ؟..
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻘﻠﻢ: ﻷﻧﻨﻲ ﺃﻛﺮﻫﻚ.
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﺑﺤﺰﻥ :ﻭﻟﻢ
ﺗﻜﺮﻫﻨﻲ؟. ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ: ﻷﻧﻚِ
ﺗﻤﺤﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺐ. ﻓﺮﺩﺕ
ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻣﺤﻮ ﺇﻻ
ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ .
ﺍﻧﺰﻋﺞ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻭﻣﺎ
ﺷﺄﻧﻚِ ﺃﻧﺖ؟.! ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﻠﻄﻒ: ﺃﻧﺎ
ﻣﻤﺤﺎﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﻠﻲ. ﻓﺮﺩ
ﺍﻟﻘﻠﻢ: ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻼً.!
ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ:
ﻋﻤﻠﻲ ﻧﺎﻓﻊ، ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻚ. ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:
ﺃﻧﺖ ﻣﺨﻄﺌﺔ ﻭﻣﻐﺮﻭﺭﺓ .
ﻓﺎﻧﺪﻫﺸﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ؟.! ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ: ﻷﻥ ﻣﻦ
ﻳﻜﺘﺐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﺤﻮ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ: ﺇﺯﺍﻟﺔُ ﺍﻟﺨﻄﺄ
ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔَ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ. ﺃﻃﺮﻕ
ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻟﺤﻈﺔ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ،
ﻭﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ!
ﻓﺮﺣﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻣﺎ
ﺯﻟﺖ ﺗﻜﺮﻫﻨﻲ؟. ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ
ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺲ
ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ: ﻟﻦ ﺃﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﻳﻤﺤﻮ
ﺃﺧﻄﺎﺋﻲ.
ﻓﺮﺩﺕ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ: ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﻣﺤﻮ ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺍﺑﺎً. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻢ: ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ
ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺼﻐﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ.!
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ: ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺿﺤﻲ
ﺑﺸﻲﺀٍ ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺤﻮﺕ
ﺧﻄﺄ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻣﺤﺰﻭﻧﺎً: ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺣﺲ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻗﺼﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ!
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ ﺗﻮﺍﺳﻴﻪ: ﻻ
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ. ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍً: ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ
ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ،
ﻭﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻛﻼﻣﻚ.!ﻓﺮﺣﺖ
ﺍﻟﻤﻤﺤﺎﺓ، ﻭﻓﺮﺡ ﺍﻟﻘﻠﻢ، ﻭﻋﺎﺷﺎ
ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﻦ، ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎﻥِ
ﻭﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎﻥ..
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺛﻼﺙ
ﺳﻤﻜﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺍﺕ ﺃﻃﻠﺘﺈﺣﺪﺍﻫﻦ
ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ،
ﻭﺻﻌﺪﺕ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺭﺃﺗﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻘﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ.. ﻓﺎﺧﺘﻄﻔﻬﺎ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ!!
ﻭﺍﻟﺘﻘﻤﻬﺎ..ﻭﺗﻐﺬﻯ ﺑﻬﺎ!! ﻟﻢ ﻳﺒﻖ
ﻣﻊ ﺍﻷﻡ ﺇﻻ ﺳﻤﻜﺘﺎﻥ !
ﻗﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ : ﺃﻳﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﻳﺎ
ﺃﺧﺘﻲ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ: ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺇﻻ
ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ...
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻉ!
ﻭﻏﺎﺻﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ
ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ...
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻉ ...
ﻭﺟﺪﺗﺎ ﺃﺳﺮﺍﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ..ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺱ!
ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ
ﻓﺎﻟﺘﻬﻤﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺘﻬﺎ ﻭﻓﺮﺕ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ!
ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﺗﻠﺘﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻘﺔ ....
ﻭﻓﻲ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ!
ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ؟ ﻭﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ !!
ﻓﻴﻪ ﻭﻟﺪﺕ! ﻭﺑﻪ ﻧﺸﺄﺕ !!
ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻯﺄﻣﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ
ﻣﺬﻋﻮﺭﺓﻮﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎﺃﻣﻲ ؟ﺇﺫﺍ ﺻﻌﺪﺕ
ﺍﺧﺘﻄﻔﻨﻲ ﺍﻟﻄﻴﺮ!
ﻭﺇﺫﺍ ﻏﺼﺖ ﺍﺑﺘﻠﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻤﻚ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ !
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ : ﻳﺎﺍﺑﻨﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ
ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ " ... ﻓﺨﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻮﺳﻂ"
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ...ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ
ﺻﺎﻟﺢ ﺭﺍﻛﺒﺎً ﺣﻤﺎﺭﻩ ﻓﻤﺮ ﺑﻘﺮﻳﺔ،
ﻗﺪ ﺩﻣﺮﺕ ﻭﻓﻨﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻓﺸﺮﺩ ﺑﺬﻫﻨﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ
ﺣﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﻭ
ﻣﻨﺪﻫﺸﺎً. ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻣﻮﺍﺕ ﻛﻴﻒ
ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﻣﻦ
ﺟﺪﻳﺪ؟..ﻛﻴﻒ؟..ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻮﺩ ﺻﻠﺒﺔ؟ﻭﻛﻴﻒ
ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ!؟
ﻭﺭﻭﻳﺪﺍً...ﺭﻭﻳﺪﺍً. ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﺪﺍﻋﺐ
ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ
ﺍﻟﻮﻋﻲ, ﻭﺭﺍﺡ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ
ﺩﺍﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔ. ﻗﺮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ
ﺭﻗﺪﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﻴﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻤﺎﺭﻩ .
ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺠﻤﻊ ﻋﻈﺎﻣﻪ
ﻭﺳﻮﻯ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
ﺭﻭﺣﻪ. ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻜﺘﻤﻞ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻨﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ.
ﻓﺄﺧﺬ
ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺭﻩ ﻭﻳﻔﺘﺶ ﻋﻦ
ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ
.
ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﻣﻠﻚ ﺳﺄﻟﻪ: ﻛﻢ ﻟﺒﺜﺖ ﻓﻲ
ﺭﻗﺪﺗﻚ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻟﺒﺜﺖ
ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﻳﻮﻡ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺑﻞ ﻟﺒﺜﺖ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ،
ﻭﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ،
ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﻃﻌﺎﻣﻚ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻭﺷﺮﺍﺑﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ
ﻃﻌﻤﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻋﺠﺒﺎًﻫﺬﺍ
ﺻﺤﻴﺢ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻧﻪ ﺣﻤﺎﺭﻙ،
ﻟﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ...ﺍﻧﻈﺮ ...ﺇﻟﻰ ﻋﻈﺎﻡ
ﺣﻤﺎﺭﻙ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﻴﺮﻳﻚ
ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ.
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﺎﻡ
ﺣﻤﺎﺭﻩ ﻓﺮﺁﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ
ﻓﺘﻌﻮﺩ ﻛﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺛﻢ ﻛﺴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﺤﻤﺎ ًﻓﺈﺫﺍ ﺑﺤﻤﺎﺭﻩ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻤﻪ ﺍﻷﺭﺑﻊ .
ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ: ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ.
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ
ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺭﺟﻞ, ﺃﺭﺍﺩ
ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺽ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﻟﻒ
ﺩﻳﻨﺎﺭ, ﻟﻤﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﻟﻴﺘﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺍﺋﺘﻨﻲ ﺑﻜﻔﻴﻞ.
ﻗﺎﻝ : ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻔﻴﻼً. ﻓﺮﺿﻲ
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ ... ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻛﻔﻴﻼً ... ﻭﺩﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺘﺠﺎﺭﺗﻪ، ﻓﺮﻛﺐ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﺑﺎﻉ ﻓﺮﺑﺢ ﺃﺻﻨﺎﻓﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓ.
ﻟﻤﺎ ﺣﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺻﺮًّ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭ
ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻮﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺽ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ....
ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﻓﻠﻢ ﺗﺄﺕ ﺳﻔﻴﻨﺔ !.
ﺣﺰﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ... ﻭﺟﺎﺀ
ﺑﺨﺸﺒﺔ ﻓﻨﻘﺮﻫﺎ، ﻭﻓﺮَّﻍ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ،
ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻣﻌﻬﺎ
ﻭﺭﻗﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ:
) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﺍﻗﺘﺮﺿﺖ
ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﺸﻬﺮ ﻭﻗﺪ
ﺣﻞ ﺍﻷﺟﻞ, ﻭ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺳﻔﻴﻨﺔ.
ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻛﻔﻴﻼً،
ﻓﻘﻠﺖ: ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻔﻴﻼً، ﻓﺮﺿﻲ
ﺑﻚ ﻛﻔﻴﻼً، ﻓﺄﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻠﻄﻔﻚ
ﻳﺎﺭﺏ ( ﻭﺳﺪَّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻓﺖ ﺛﻢ
ﺭﻣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ.
ﺗﻘﺎﺫﻓﺘﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺻﻠﺘﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺽ, ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ
ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﺠﻲﺀ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻮﻓﺎﺀ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﺮﺃﻯ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ.
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ: ﺁﺧﺬﻫﺎ ﺣﻄﺒﺎً
ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻧﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺴﺮﻫﺎ
ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ!
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺽ ﻭﺟﺪ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ، ﻓﺮﻛﺒﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﻪ ﺃﻟﻒ
ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﻗﺪ
ﺿﺎﻋﺖ, ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﻗﺪَّﻡ ﺇﻟﻰ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﻘﺮﺽ، ﻭ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ
ﺗﺄﺧﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﻴﺴﺮ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﺤﻤﻠﻪ
ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺮﺽ : ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻚ. ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺣﻄﺒﺎً ﻟﺒﻴﺘﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ
ﻛﺴﺮﻫﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻭ ﻣﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺩﺍﺀﻫﺎ، ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭ
ﺃﺩَّﺍﻫﺎ ﻋﻨﻪ، ﻭ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﻳﺮﻳﺪ
ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﺃﺗﻠﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ !.
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻬﺮ
ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺃﻣﻪ ﻳﻌﻴﺸﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺰﺭﻋﺔ
ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭﻫﺎﻧﺌﺔ،
ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﺎﻥ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻳﺮﻋﻴﺎﻥ ﺗﺎﺭﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ، ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﻭﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﺬﻫﺐ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﻟﻴﻨﺎﻣﺎ ﻓﻲ
ﺃﻣﺎﻥ ﻭﺳﻼﻡ.
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺿﺎﻗﺖ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ، ﻭﺃﺧﺬ
ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﻤﻤﻞ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﻴﻌﺪ
ﻳﻄﻴﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻣﺰﺭﻋﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎﻷﻡ ﺣﺰﻳﻨﺔ :
ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧﺬﻫﺐ ؟ ﻭﻟﻤﻦ ﻧﺘﺮﻙ
ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ؟, ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ
ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ .
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺻﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻗﺮﺭ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ، ﻓﻮﺩﻉ ﺃﻣﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ
ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻳﺮﺣﻞ ﻭﺣﺪﻩ ، ﺫﻫﺒﺘﻤﻌﻪ
ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .
ﻭﺃﺧﺬﺍ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺍ ﻋﻠﻯﺄﺭﺽ
ﻭﺟﺪﺍ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻤﺎ
ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ...
ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﺍ
ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻳﺄﻭﻳﺎ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺒﺎﺗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ،ﺟﺎﺋﻌﻴﻦ ﻗﻠﻘﻴﻦ ،
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﻣﺰﺭﻋﺘﻬﻸﻧﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﺁﺑﺎﺋﻪ
ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ، ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ،ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﺭﺿﻪ
ﻋﺎﺵ ﻏﺮﻳﺒﺎً .
ﻣﻨﻘﻮﻝ