ﻛﻴﻒ ﻃﺎﺭﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ؟!
ﺃﺣﻤﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻲ ﺑﻘﺼﺔ ﺯﻣﻴﻞ
ﻟﻪ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
ﺑﺠﺪﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻌﺐ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺂﻻﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﻭﻳﻮﻡ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻱ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ : ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ
ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻗﻠﺖ
ﻟﻪ : \" ﺃﺑﺸﺮ \" ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻣﺬﻛﺮﺗﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﻣﺘﺤﻦ ﺑﻬﺎ ﻏﺪﺍً
ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﺸﻮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﻗﺎﻝ
ﻟﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ . ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ
ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﻞ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ
ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻷﻥ ﻏﺪﺍً ﻟﺪﻱ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻘﺎﺀﻩ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺘﻌﺐ ﺟﺪﺍً
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﺴﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻤﺬﺍﻛﺮﺓ، ﺩﺍﻫﻤﻨﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀً
ﻓﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺫﺍﻛﺮ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻮﻗﺖ.
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻲ ﻣﺘﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﻭﺃﺭﻳﺪ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻨﻤﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ،
ﻭﻭﻗﺖ ﻣﻨﺒﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﺍﻥ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻟﻠﺼﻼﺓ
ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﺃﻳﻘﻈﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺇﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﺃﻧﺘﻬﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﺑﻘﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻱ ﻧﺼﻒ
ﺳﺎﻋﺔ.
ﻗﺒﻠﺖ ﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻳﺪﻩ ﻭﻗﻠﺖ
ﻟﻪ: ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ، ﺃﻧﺎ
ﺫﺍﻫﺐ ﻟﺪﻱ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺩﻋﺎ
ﻟﻲ.. ﻳﻘﻮﻝ: ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻠﻘﺎﻋﺔ ﻭﺑﺪﺃ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻣﺎ
ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ
60 ﺳﺆﺍﻝ ﻟﻢ ﺃﺟﺎﻭﺏ ﺇﻻ 9
ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﺬﻛﺮ
ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﺟﺪﺍ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻋﻠﻦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻲ
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺩﺭﺟﺘﻲ ﺳﺘﻴﻦ ﻣﻦ
ﺳﺘﻴﻦ .
ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ : ﻟﻌﻠﻪ ﺃﺧﻄﺄ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ
ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻭﺗﺒﻌﺘﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ : ﻣﻤﻜﻦ
ﺃﺗﺄﻛﺪ ﻛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﺎﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻝ :
ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻚ ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻓﻴﺼﻞ \"
ﻗﺎﻝ : \"ﻣﺒﺮﻭﻙ\" ﺳﺘﻴﻦ ﻣﻦ
ﺳﺘﻴﻦ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺃﻧﺎ ﻻ
ﺃﺳﺘﺤﻖ ﺫﻟﻚ , ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺣﻞ ﺟﻴﺪﺍ
ﻭﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ.
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ
ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻭﺭﻗﺘﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﻼﺋﻲ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ
ﻓﻴﺼﻞ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻲ ﻣﻊ
ﻭﺭﻗﺘﻚ..
ﺃﻧﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋﺼﺮﺍً ﻛﻨﺖ
ﺃﺻﺤﺢ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ﻓﻄﺎﺭﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻓﻤﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﺟﻤﻌﺖ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺩﺧﻠﺖ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺮ ﺑﺎﻗﻲ
ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻃﺎﺭﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﻗﺘﻚ .
ﻗﻠﺖ : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻇﻠﻤﻚ ﺑﺸﻲﺀ
ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻓﻘﻂ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻘﺼﺘﻲ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﻀﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ
ﻓﻴﺼﻞ ﻟﻌﻠﻪ ﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
ﺣﺴﻦ ﺑﺮﻙ ﺑﻮﺍﻟﺪﻙ ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ
ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻪ.
ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ:
1- ﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﻌﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ.
2- ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ .
3- ﺻﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺇﺧﺒﺎﺭ
ﻣﺪﺭﺳﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ .